حديث اليوم (شرح حديث : اللهم اعني ولا تعن علي )

بواسطة almthaghaf- يوم الجمعة، يونيو 24، 2011 القسم : 0 تعليقات
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو :
رب أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي ، اللهم اجعلني لك شاكرا ، لك ذاكرا ، لك راهبا ، لك مطواعا ، لك مخبتا ، إليك أواها منيبا ، رب تقبل
توبتي ، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي ، وثبت حجتي ، واهد قلبي ، وسدد لساني ، واسلل سخيمة صدري .
رواه أبو داود ( 1510 ) ، والترمذي ( 3551 )
.رواه أحمد عن ابن عباس. وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3485 في صحيح الجامع.‌
يقول الامام المباركفوري في تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي:
( رَبِّ أَعِنِّي ): أَيْ عَلَى أَعْدَائِي فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا مِنَ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ.
( وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ): قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمَكْرُ الْخِدَاعُ وَهُوَ مِنَ اللَّهِ إِيقَاعُ بَلَائِهِ بِأَعْدَائِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ، وَقِيلَ هُوَ
اسْتِدْرَاجُ الْعَبْدِ بِالطَّاعَةِ فَيَتَوَهَّمُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ وَهِيَ مَرْدُودَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : الْمَكْرُ الْحِيلَةُ وَالْفِكْرُ فِي دَفْعِ عَدُوٍّ بِحَيْثُ لَا
يَشْعُرُ بِهِ الْعَدُوُّ ،

 فَالْمَعْنَى :
( اللَّهُمَّ اهْدِنِي إِلَى طَرِيقِ دَفْعِ أَعْدَائِي عَنِّي وَلَا تَهْدِ عَدُوِّي إِلَى طَرِيقِ دَفْعِهِ إِيَّاهُ عَنْ نَفْسِهِ
) كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ.
( وَاهْدِنِي ): أَيْ دُلَّنِي عَلَى الْخَيْرَاتِ.
( وَيَسِّرْ لِي الْهُدَى ): أَيْ وَسَهِّلِ اتِّبَاعَ الْهِدَايَةِ أَوْ طُرُقَ الدَّلَالَةِ حَتَّى لَا أَسْتَثْقِلَ الطَّاعَةَ وَلَا أَشْتَغِلَ عَنِ الطَّاعَةِ.
( وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ): أَيْ ظَلَمَنِي وَتَعَدَّى عَلَيَّ.
( رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارً ): أَيْ كَثِيرَ الشُّكْرِ [ ص: 378 ] عَلَى النَّعْمَاءِ وَالْآلَاءِ ، وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ لِلِاهْتِمَامِ
وَالِاخْتِصَاصِ أَوْ لِتَحْقِيقِ مَقَامِ الْإِخْلَاصِ
( لَكَ ذَكَّارًا ): أَيْ كَثِيرَ الذِّكْرِ.
( لَكَ رَهَّابًا ): أَيْ كَثِيرَ الْخَوْفِ.
( لَكَ مِطْوَاعًا ): بِكَسْرِ الْمِيمِ مِفْعَالٌ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْ كَثِيرَ الطَّوْعِ وَهُوَ الِانْقِيَادُ وَالطَّاعَةُ.
( لَكَ مُخْبِتًا ): أَيْ خَاضِعًا خَاشِعًا مُتَوَاضِعًا مِنَ الْإِخْبَاتِ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : أَخْبَتَ خَشَعَ.
( إِلَيْكَ أَوَّاهًا ): أَيْ مُتَضَرِّعًا فَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَةِ مِنْ أَوَّهَ تَأْوِيهًا وَتَأَوَّهَ تَأَوُّهًا إِذَا قَالَ أَوْهُ أَيْ قَائِلًا كَثِيرًا لَفْظَ أَوْهُ وَهُوَ صَوْتُ الْحَزِينِ .
أَيِ اجْعَلْنِي حَزِينًا وَمُتَفَجِّعًا عَلَى التَّفْرِيطِ أَوْ هُوَ قَوْلُ النَّادِمِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ الْمُقَصِّرِ فِي طَاعَتِهِ وَقِيلَ الْأَوَّاهُ الْبَكَّاءُ.
( مُنِيبًا ): أَيْ رَاجِعًا قِيلَ التَّوْبَةُ رُجُوعٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ ، وَالْإِنَابَةُ مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الذِّكْرِ وَالْفِكْرَةِ ، وَالْأَوْبَةُ مِنَ الْغَيْبَةِ
إِلَى الْحُضُورِ وَالْمُشَاهَدَةِ قَالَ الطِّيبِيُّ : وَإِنَّمَا اكْتَفَى فِي قَوْلِهِ أَوَّاهًا مُنِيبًا بِصِلَةٍ وَاحِدَةٍ لِكَوْنِ الْإِنَابَةِ لَازِمَةً لِلتَّأَوُّهِ وَرَدِيفًا لَهُ
فَكَأَنَّهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَمِنْ قَوْلِهِ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
( رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ): أَيْ بِجَعْلِهَا صَحِيحَةً بِشَرَائِطِهَا وَاسْتِجْمَاعِ آدَابِهَا فَإِنَّهَا لَا تَتَخَلَّفُ عَنْ حَيِّزِ الْقَبُولِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَهُوَ
الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ .
( وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ): بِفَتْحِ الْحَاءِ وَيُضَمُّ أَيِ امْحُ ذَنْبِي.
( وَأَجِبْ دَعْوَتِي ): أَيْ دُعَائِي.
( وَثَبِّتْ حُجَّتِي ): أَيْ عَلَى أَعْدَائِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى وَثَبِّتْ قَوْلِي وَتَصْدِيقِي فِي الدُّنْيَا وَعِنْدَ جَوَابِ الْمَلَكَيْنِ.
( وَسَدِّدْ لِسَانِي ): أَيْ صَوِّبْهُ وَقَوِّمْهُ حَتَّى لَا يَنْطِقَ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَلَا يَتَكَلَّمَ إِلَّا بِالْحَقِّ.
( وَاهْدِ قَلْبِي ): أَيْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
( وَاسْلُلْ ): بِضَمِّ اللَّامِ الْأُولَى أَيْ أَخْرِجْ مِنْ سَلَّ السَّيْفَ إِذَا أَخْرَجَهُ مِنَ الْغِمْدِ .
( سَخِيمَةَ صَدْرِي ): أَيْ غِشَّهُ وَغِلَّهُ وَحِقْدَهُ .



مشاركة

0 تعليقات:

إرسال تعليق