رمضانيات/ 14 رمضان 1432هـ

بواسطة almthaghaf- يوم الأحد، أغسطس 14، 2011 القسم : 0 تعليقات
يزين الفتى في النــاس صحة عقله***وإن كان محظوراً عليـه مكاسـبـه
يشين الفتى في النــــاس قلة عقلـه***وإن كان أعـــــراقــــه ومناســـبـه
يعيش الفتى في الناس بالعقـل إنه***على العقل يجـري علمه وتجاربــه
وأفضل قســــم الله للمـرء عقـلـه *** فـلـيـس مـن الأشـيـاء شـيء يقاربه
إذا أكمـــل الـرحـمـــــن عـقـلــه***فـقـد كـمـلـت أخـلاقـــه ومــآربــــه

***********************************
نعمة العقل
إن العقل أفضل مواهب الله لعباده ، ومن أعظم نعم الخالق
 على خلقه ، وأمتع منن العظيم على البشرية ،
 به يكمل الدين ، وتتم النعمة ، وتعظم المنحة ،
تكمل به الأخلاق ، وتزكو به الآداب ،
وتحلو به الحياة ، وهو الآلة في تحصيل معرفة الإله ،
به تغبط المصالح ، وتلحظ العواقب ، وتدرك الغوامض ،
وتجمع الفضائل :وأفضل قسم الله للمرء عقلـه  فليس
 من الخيرات شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله 
 فقد كملت أخلاقه ومآربـــــــــــه العقل دواء القلوب ،
 وشفاء الصدور ، وتاج المؤمن في الدنيا ،
 وقائده إلى الآخرة ، وعدته في النوائب ،
 لا يعدله شيء ، ولا يوازيه أمر ، إذا تم العقل
تم معه كل شيء ، وإذا ذهب العقل فلا قيمة لشيء :
إذا تم عقل المرء تمت أموره  وتمت أياديـــــــــــه وتم بناؤه
فإن لم يكن عقل تبين نقصـــه 
ولو كان ذا مال كثيرا عطاؤه
لا يكمل الدين إلا بالعقل ، ولا يجمل الحياء إلا بالعقل ،
 فهما تابعان له كما أن العقل إذا حرم نور الدين
 وبصيرة الهدى فهو وبال على صاحبه ، وحسرة على حامله
 إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )
 فالكفار لهم عقول ولكن لا يعقلون بها الحق ، ولهم قلوب
ولكن لا يفقهون بها الحق ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون
 أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) ، يعقلون كل
شيء إلا أمر الله ، ويفقهون كل شيء إلا عن الله ، فمهما
 أوتوا من العقل إلا أنه عقل نكد ، وفهم تعيس ، وعلم بائس
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )

**********************


الظن السوء . آثاره وعواقبه والعلاج منه

إن المرء يتصور في الناس أشياء ليست فيهم صورها له شيطانه،
 وهواه فليس معه دليل قاطع
وبرهان ساطع واضح يدل على ما وقع في نفسه من ظنون،
 ولكنه أقنع نفسه بهذا الشيء الذي ظنه،
ثم بنى على ذلك أموراً أخرى فاستسلم لهذا الظن أولاً،
 ثم بنى سائر تعاملاته عليه.
ولا ريب أن هذا أمر محرم، والله سبحانه وتعالى نهى عن الظن، وطالبنا بإجتناب الكثير من الظن
 لأن بعض الظن إثم، يقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}،
ولأن البعض إثم حرَّم الله الكثير،
وما ذاك إلا لأن الظن مزلق يهوي بصاحبه
 إلى مهاوي الردى، ويقربه من كل شر،
 والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك
فعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه،
 فالجدير بالمسلم أن يربأ بنفسه عن الظن،
وأن يتعامل مع الناس وفق ما يرى، ويسمع، وحسبه ذلك.
وأما أسباب تمكن هذا السلوك البغيض من البعض فهي كثيرة،
ولعل من أبرزها:ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله -عز وجل-
فذلك دافع لظلم الناس، والظن ضرب من ضروب الظلم،
وقد يكون مرده لأسباب نفسية كعدم إحساس المرء
 بالثقة في نفسه، وشعوره أنه أقل من غيره، وإحساسه
أن هناك من يكيد له، أو يرغب في الانتقام منه،
 أو إقصائه وهكذا، إضافة إلى ذلك وجود خلل في أفعال سيئ الظن بنفسه

وسائل علاج هذا الداء:
أولاً: يجب على المرء أن يدرك خطر هذا الداء، وأنه معصية لله -عز وجل- وذنب عظيم يجره
 إلى ذنوب أخرى، فعلى المرء أن يتقي الله -عز وجل-، وأن يعرف خطر هذا المرض وما يثمر من ذنوب، وآثام.
ثانياً: أن يستبدل هذا بما هو خير، فيظن دائماً بإخوانه الظن الحسن فيغلق جميع الأبواب على الشيطان،
 وليذكر سلوك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-.. في حادثة الإفك التي
 اتهمت فيها عائشة -رضي الله عنها- فلما سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة قال:
(أهلك يا رسول الله وما علمنا عليهم إلا خيراً) نتيجة إحسانه الظن بعائشة،
وكذلك زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- زينب لما سألها النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عائشة
 وما قيل فيها مع أنها ضرة لها قالت:
احفظ سمعي ولساني والله لا أقول إلا خيراً، أو كلمة نحوها لأنها
 أحسنت الظن بأم المؤمنين عائشة، وأثر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال:
لا تظن سوءًا بأخيك لكلمة قالها وأنت تجد له في الخير محملا،
أو كما قال -رضي الله عنه- فكان منهجهم مبنياً على إحسان الظن بالناس.
ثالثاً: على الإنسان أن يكل الأمر إلى الله وعمل ما فيه صلاح دينه ودنياه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي كافيه.
رابعاً: الا يستسلم المسلم للظنون فإنها من إزاء الشيطان ولو استسلم
المرء لما يلقيه الشيطان في نفسه من ظنون لأفسد عليه عبادته ودينه وسلوكه ولأفسد عليه دنياه وآخرته.
خامساً: العلم بأن هذا المرض علاجه يكون بالصبر والمصابرة
وإطراح الشكوك واحتساب الأجور. بإذن الله
سادساً: قطع الصلة بكل من يورث لدى الإنسان هذا السلوك المشين،
 ليعلم أنه رفيق سوء مرشد إلى سوء وأنه كاذب غير صادق، وأنه غاش ليس ناصح...

**********************
 آيات من صنع خالق تدعونا للتفكر والتأمل ...

وفى القرأن الكريم أيات كثيرة تدعو للتفكر والتأمل فى خلق الله نذكر منها :
قال تعالى " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *
 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ
هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " (90-91 أل عمران)
ويقول تعالى " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (21 الذاريات)
ويقول تعالى " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ
وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
 وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (164 البقرة )
ويقول تعالى " سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين
 لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" (53 فصلت)
ويقول تعالى فى موضع أخر "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين
من دونه بل الظالمون في ضلال مبين" (لقمان 11)
سبحانك ربى "والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون *
أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون " (20-21 النحل)

وكثير من الأيات القرأنية التى لا يتسع المقام لذكرها تدعو الى التفكر
والتأمل وتحث على تلك العبادة الجليلة ،، إذن فالتفكر فى خلق الله من سمات العاقلين
 وأولى الألباب والمؤمنين الموحدين لله
نسأل الله أن يجعلنا من المتفكرين فى خلقه والشاكرين له

**********************

قالوا عن العقل

من لم يملك عقله ..لم يملك غضبه
" صاب بن ادريس "
اعقل الناس ..أعذرهم للناس
"عمر بن الخطاب "
دليل عقل المرء فعله ..ودليل علمه قوله .
"على بن أبى طالب"
العاقل : إذا سكت فكر .. وإذا نطق ذكر ..وإذا نظر اعتبر..
"على بن أبى طالب"
العقل كنز الفوائد وكيمياء السعادة
"احمد الرفاعى "
إن أعجب لشئ فعجبى لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم
" الأحنف بن قيس "
لو كان العقل يشترى لتفانى الناس فى ثمنه فالعجب ممن
يشترى بماله ما يفسده
" الحسن بن على "
علامة العاقل الصبر عند لمحنة والتواضع عند السعة
والأخذ بالأحوط وطلب الباقى سبحانه وتعالى
" أحمد الرفاعى "
صدور العقلاء تتسع لكثير من أخطاء الجهلاء
" صبحى اسكندر "

******************
الاحد 14 رمضان 1432هـ
المثقف


مشاركة

0 تعليقات:

إرسال تعليق