رمضانيات / 18 رمضان 1432هـ

بواسطة almthaghaf- يوم الخميس، أغسطس 18، 2011 القسم : 0 تعليقات

أمراض القلوب وشفاؤها

القلوب ثلاثة:

القلب الصحيح،

 وهو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه

ومن كل شبهه تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله.

والقلب الميت:

ضد هذا هو الذي لا حياة به فلا يعرف ربه ولا يعبده بأمره.

والقلب الثالث:

قلب له حياة وبه علة ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه مما

هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والأخلاق الرذيلة

ما هو مادة عطبه وهو ممتحن بين هذين الداعيين.

فالقلب

 الأول: حي مخبت لين واع.

والثاني: يابس ميت.

والثالث: مريض فإما إلى السلامة وإما إلى العطب. وأمراض القلوب ترجع كلها

إلى أمراض الشهوات والشبهات وحياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه، وموته

وظلمته مادة كل شر فيه ولا يكون صحيحًا حيًا إلا بمعرفة الحق وإيثاره، ولا سعادة له

ولا نعيم ولا صلاح حتى يكون الله وحده هو معبوده وغاية مطلوبة

ولا يتم ذلك إلا بزكاة قلبه وتوبته واستفراغه من جميع المواد الفاسدة والأخلاق الرذيلة

ولا يحصل له ذلك إلا بمجاهدة نفسه الأمارة بالسوء ومحاسبتها

ومجاهدة شياطين الانس والجن شياطين الانس بالإعراض عنهم ومقابلة الاساءة بالإحسان

وشياطين الجن بالاعتصام بالله منهم ومعرفة مكائدهم

وطرقهم والتحرز منها بذكر الله تعالى والتعوذ به منهم.([1])

ومدار اعتلال القلوب وإسقامها على أصلين: فساد العلم وفساد القصد ويترتب عليهما

داآن قاتلان: الغضب والضلال فالضلال نتيجة فساد العلم

والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان ملاك أمراض القلوب جميعها وشفاء

ذلك بالهداية العلمية والهداية العملية معرفة الحق

واتباعه والقرآن كله شفاء لهذين المرضين ولغيرهما. ففيه الهداية التامة.

اهـ. من مدارج السالكين لابن القيم.([2])

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) انظر إغاثة اللهفان لابن القيم جـ1 ص7-

10 ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ10 ص91-149.

([2]) انظر طريق الوصول إلى العلم المأمول

بمعرفة القواعد والضوابط والأصول لابن سعدي ص204.

 

سيد الاستغفار

- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني

وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت

أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوئ لك بنعمتك

على وأبوئ بذنبي ، فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت

- عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

( سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ،

خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت

أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوئ لك بنعمتك على وأبوئ بذنبي ،

فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت )

من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي

فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل

وهو موقناً بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .

أخرجه البخاري.

 

 

(والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

( الصيام هل يحصّل به المسلم تكفير الذنوب صغيرها وكبيرها ؟ وهل إثم الذنوب يتضاعف في رمضان ؟ )

 

فأجاب :

( المشروع للمسلم في رمضان وفي غيره مجاهدة نفسه

الأمارة بالسوء حتى تكون نفسا مطمئنة آمرة بالخير راغبة فيه ،

وواجب عليه أن يجاهد عدو الله إبليس حتى يسلم من شره ونزغاته ،

فالمسلم في هذه الدنيا في جهاد عظيم متواصل للنفس والهوى والشيطان ،

وعليه أن يكثر من التوبة والاستغفار في كل وقت وحين ، ولكن الأوقات يختلف بعضها عن بعض ،

فشهر رمضان هو أفضل أشهر العام ، فهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار ،

فإذا كان الشهر فاضلا والمكان فاضلا ضوعفت فيه الحسنات ،

وعظم فيه إثم السيئات ، فسيئة في رمضان أعظم إثما

من سيئة في غيره ، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثوابا عند الله من طاعة

في غيره . ولما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم

ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ، فالمسلم

عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات والإقلاع

عن السيئات عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه للاستقامة على الحق ،

ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في رمضان

ولا في غيره ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها

إلى أضعاف كثيرة ؛ لقول الله عز وجل في سورة الأنعام : )

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) الأنعام / 160

والآيات في هذا المعنى كثيرة .

وهكذا في المكان الفاضل كالحرمين الشريفين تضاعف فيهما أضعافا كثيرة في الكمية والكيفية، أما

السيئات فلا تضاعف بالكمية ولكنها تضاعف بالكيفية في الزمان الفاضل

والمكان الفاضل كما تقدمت الإشارة إلى ذلك ، والله ولي التوفيق )

انتهى من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (15/446) .

 

وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (7/262) :

تضاعف الحسنة والسيئة بمكان وزمان فاضل .

فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ،

لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية :

( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ

فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) الأنعام/160

. وقال : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج/25

. ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال :

( نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية

.( بمعنى أنها تكون أشد ألماً ووجعاً لقوله تعالى :

وقال : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج/25 .اهـ

 

 

 

 

 

 

 

الخميس 18 مضان 1432هـ

المثقف

 

مشاركة

0 تعليقات:

إرسال تعليق