رمضانيات / 5 رمضان 1432هـ

بواسطة almthaghaf- يوم الجمعة، أغسطس 05، 2011 القسم : 0 تعليقات


الحمد لله الذي خص شهر رمضان على سائر الشهور بالتشريف والتكريم
وأنزل فيه القرآن العظيم ,وجعل صيام رمضان أحد مباني الإسلام
فشهر رمضان شهر البركات والخيرات , شهر إجابة  الدعوات وإقالة العثرات .



*******************************

تأملات عند باب الريان..
*****************

في الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "إنَّ في الجنة بابًا يقال له:
 الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال:
 أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"[1].
الحديث عن أبواب الجنة له معانٍ ودلالاتٌ جليلة في كل حين،
ولكنه في شهر رمضان يكون أضعاف ما في غيره، وفي ضوء ذلك هذه بعض التأملات المختصرة:
1- في رمضان تفتح أبواب الجنة كلها، وهذا يذكِّر بالجنة وسرورها، فتفتيح أبوابها علامة أمنها وأمارة انشراحها ومَنْ بِها،
قال الله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} [ص: 50].
2- اختصاص الصائمين بباب الريان من أبواب الجنة يدل على فضل الصوم، والمراد بالصائمين هم مَنْ أتبعوا صيام الفرض بصيام النوافل،
 ذلك أنَّ كل مسلم لا بد أن يكون من أهل رمضان وصومه، فدل على أن الاختصاص هو فيمن أتبع الفرض بنوافل الصوم.
3- حال أبواب الجنة بعد دخول أهلها إليها كحالها إذا دخل رمضان حتى ينقضي، والداخلون للجنان المتكئين على أرائكها،
الرَّافلون في نعيمها هم من إذا دخل رمضان كان لهم فيه مع ربهم من الصِّلة والإحسان بجوارحهم وألسنتهم وقلوبهم أعظم الشأن
 وأحسن الحال؛ فتنعُّم قلوب أهل رمضان كتنعم أهل الجنان فيها، أُنسًا بمولاهم وطاعته، وشوقًا لربهم ورؤيته.
4- عدد أبواب الجنة ثمانية؛ ففي صحيح البخاري عن النبي قال: "في الجنة ثمانية أبواب". والمراد -والله أعلم- الأبواب الأصول الكبار،
 ولكل بابٍ عملٌ يختص به، وبَينَ هذه الأبواب أبوابٌ دونها، كالفروع عنها،
كما يكون في الباب الصغير المسمى (الخَوخَة)، ويكون دونها في السعة والعظمة.
5- من صفات تلك الأبواب وسعتها: ما بيَّنه قول النبي : "والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين
 من مصارع الجنة لكما بين مكة وهَجَر، أو هَجَرَ ومكة". وفي لفظ: "لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبُصرى"[2].
وبرغم سعة هذه الأبواب فسيأتي عليها يومٌ تزدحم فيه؛ ففي صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان t أنه قال:
 "ولقد ذُكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام".
6- أول من تُفتح له أبواب الجنة هو سيدنا ونبينا محمد ، فقد ثبت في صحيح مسلم أنه أول من يَستفتح باب الجنة،
 وفي رواية عند الترمذي قال : "فآخذ حلقة باب الجنة فأُقَعْقِعُها،
فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيفتحون لي ويرحبون، فأخِرُّ ساجدًا". وفي رواية عند مسلم: "فيقول الخازن:
 مَنْ؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك".
7- ولأبواب الجنة حلقات يُمسك بها، قال رسول الله : "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها"[3]. قوله:
 (أقعقعها) أي أحركها. قال ابن القيم: وهذا صريح في أنها حلقة حسية تحرك وتقعقع.
8- أهل التوحيد الخالص من الشرك من هذه الأمة المحمدية لهم بابٌ لا يدخل منه
 سواهم؛ ففي الصحيحين أنه يقال لنبينا محمد يوم القيامة: "يا محمد، أدخل من أُمَّتك من لا حساب عليهم
 من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب".
9- إذا كان المسلم سبَّاقًا لأعمال البر المتنوعة، فإنه يكون مؤهلاً لأنْ يُدعى من كل أبواب الجنة لدخولها،
 وهذا ما بشر به النبي أبا بكر الصديق t؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة
 أن رسول الله قال: "مَنْ أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة:
 يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أهل الجهاد دُعِيَ مِنْ باب الجهاد،
ومَنْ كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الرَّيان، ومَنْ كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة". فقال أبو بكر
: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على من دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدْعَى أحدٌ من تلك الأبواب كُلِّها؟
قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم".
10- سمي باب الصيام (الريان) من الرِّيِّ الذي هو ضد العطش،
وهذا مما وقعت المناسبة بين لفظه ومعناه؛ لأنه مشتق من الري، وهو مناسب لحال الصائمين.
وبعد، فنسأل الله -تعالى- أن يجعلنا من أهل الجنة ووالدينا والمسلمين.. آمين.
المصدر: موقع مداد
*******************************

من معانى الصيام
*******************
 مماقرات موضوع بعنوان  من معني الصيام


غير خاف على أحد أن الله عز وجل لم يشرع العبادة
 ويوجبها على عباده لحاجته إليها ، فهو الغني سبحانه ،
 وإنما شرعها لحكم ومعان عظيمة ، ومقاصد جليلة,
 تعود على العبد نفسه بالنفع في دينه ودنياه .
وإذا كان المقصود الأول من العبادة هو الاستسلام والانقياد والعبودية والإذعان ، وقدم الإسلام لا تثبت
 إلا على ظهر الاستسلام لله سبحانه ، فلا يعني ذلك خلو هذه العبادات عن الحكمة ،
 وأن لا يبحث المسلم عن المعاني والأسرار الكامنة وراء الأوامر
 والنواهي .
والصوم شأنه شأن سائر العبادات والقربات له معانٍ وأسرار
 عظيمة يمكن تلمسها والوقوف
عندها لمعرفة الحكمة من مشروعية هذه العبادة الجليلة .
أول هذه المعاني والتي تشترك فيها جميع العبادات ,
 أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا ,
فعندما تغرب الشمس يأكل الصائم ويشرب امتثالا لأمر الله ,
 وإذا طلع الفجر يمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات ,
 فهو يتعبد الله عز وجل في صيامه وفطره ,
 فإذا أمره ربه عز وجل بالأكل في وقت معين أكل ,
وإذا أمره بضد ذلك في وقت آخر امتثل ، فالقضية إذاً ليست قضية أذواق وأمزجة , وإنما هي قضية طاعة واستسلام وانقياد لأمر الله .
والصوم كذلك يربي في النفس مراقبة الله عز وجل , وإخلاص العمل له , والبعد عن الرياء والسمعة ,
 فهي عبادة بين العبد وبين ربه جل وعلا ,
 ولهذا جاء أن الصوم عبادة السر , فإن بإمكان الإنسان ألا يصوم ,
 وأن يتناول أي مفطر من المفطرات من غير أن يشعر به
 أحد من الناس, بل إنه بمجرد تغيير النية وقطعها يفطر
 ولو لم يتناول شيئا من المفطرات طوال يومه ,
 فامتناعه عن ذلك كله على الرغم من أنه يستطيع الوصول إليه خفية , دليل على استشعاره
 اطلاع الله على سرائره وخفاياه , ومراقبته له ,
 ولأجل هذا المعنى اختص الله جل وعلا عبادة الصوم من بين سائر العبادات ,
 ولم يجعل لها جزاء محدداً , قال - صلى الله عليه وسلم- :
 ( كل عمل ابن آدم يضاعف , الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ,
قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي ) أخرجه مسلم . فقوله جل وعلا ( من أجلي )
تأكيد لهذا المعنى العظيم .
والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة ,
 وانتظار ما عند الله عز وجل , حيث يتخلى الصائم
عن بعض شهوات النفس
ومحبوباتها , تطلعا إلى ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب ,
 وفي ذلك توطين للنفس على الإيمان بالآخرة ,
 والتعلق بها , والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية ,
 التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض والإخلاد إليها .
والصوم يربي النفس على الصبر , وقوة الإرادة والعزيمة ,
 فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم ,
 والمقصود من الصوم إنما هو حبس النفس عن الشهوات ,
 وفطامها عن المألوفات , ولهذا كان نصف الصبر ,
 والله تعالى يقول : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
 ( الزمر :10) .
وفي الصوم كذلك تربية للمجتمع ، وتنمية للشعور
 بالوحدة والتكافل بين المسلمين , فالصائم حين يرى الناس من حوله صياما كلهم ,
 فإنه يشعر بالترابط والتلاحم مع هذا المجتمع ,
فالكل صائم , والكل يتذوق لذة بالجوع في سبيل الله ،
 والكل يمسك ويفطر دون تفريق أو امتياز ,
 لا يستثنى من ذلك أحد لغناه أو لجاهه أو منصبه ,
 فأكرمهم عند الله أتقاهم , وأفضلهم أزكاهم .
فما أعظمها من صورة معبرة عن وحدة
المجتمع في ظل العبودية لله جل وعلا .
والصوم يضيّق مجاري الدم , ويخمد نيران الشهوات ,
 ويقلل فرص إغواء الشيطان لابن آدم ,
 فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح :
 ( الصوم جنة ) ،
 أي وقاية يتقي به العبد الشهوات والمعاصي ,
 ولهذا أمر - صلى الله عليه وسلم- من اشتدت عليه شهوة النكاح مع عدم قدرته عليه بالصيام ،
 وجعله وجاءً لهذه الشهوة ومخففا من حدتها .
ومن معاني الصوم أن يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين ,
 فيتألم لآلامهم , ويشعر بمعاناتهم ,
 فالذي لا يحس بالجوع والعطش قد لا يشعر بمعاناة غيره
من أهل الفقر والحاجة ,
وإذا كان أحدنا يجد ما يفطر عليه من الطعام والشراب ,
 فغيرنا قد لا يجد شيئا من ذلك .
تلك هي بعض معاني هذه العبادة العظيمة ,
وقد جمعها الله عز وجل
في قوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
 ( البقرة : 183)
 فالحكمة التي شرع الصوم من أجلها
هي تحقيق تقوى الله عز وجل, وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته ,
ومالم يكن الصوم طريقا لتحصيل هذه التقوى
 فقدْ فَقَدَ الغاية والمعنى الذي شرع لأجله ,
فليس المقصود من الصيام هو مجرد الامتناع عن الطعام والشراب
 والجماع فقط دون أي أثر لهذا
 الصوم على حياة الإنسان وسلوكه , ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -
 كما عند البخاري :
 ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
 في أن يدع طعامه وشرابه )
وقال : ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش )
رواه الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح ,
قال جابر رضي الله عنه " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك
ولسانك عن الكذب والمآثم , ودع أذى الجار ,
وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ,
ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " .
فينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي عباد ة الصوم ,
حتى لا تخرج العبادة عن مقصودها ,
وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع .

*******************************

الوقت
****************


الوقت هو الحياة والعمر ، وعمر الإنسان ليس
 إلا هذه الثواني 
والدقائق التي يعيشها لحظة بلحظة ،
 وكل ساعة تمضي من العمر تقربنا من الدار الآخرة .
والوقت مع أنه أثمن ما عني الإنسان بحفظه ، فهو في المقابل
 أسهل ما يضيع عليه ، ونحن
وإن كنا لا نسمح لغيرنا أن يسرق أموالنا ، لكننا -
 ومع الأسف الشديد- قد نسمح وربما نبارك لهم سرقة
 أوقاتنا وأعمارنا وهذه هي المصيبة الكبرى ،
 لأن المال قد يعوض ، أما الوقت فلا يمكن تعويض
 لحظة منه بكل ذهب الدنيا ،
 ومن ثم كان المغبون والخاسر حقيقة
 هو من فرط في أوقاته وضيعها
، يقول - صلى الله عليه وسلم - :
 ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
 رواه البخاري .
وإذا كان الوقت بهذه القيمة والأهمية ، فإن قيمته تعظم
وأهميته تكبر في مواسم الخير ، والأزمنة الفاضلة ،
وأوقات النفحات والبركات ، ومن أعظمها شهر رمضان المبارك ،

 حيث السوق قائمة ، والأرباح متوافرة ،
 والأجور مضاعفة ، فحريٌ بمن كان يضيع وقته في غيره
 أن يعيد النظر في استغلاله ،
 وحريٌ بمن كان يحرص على وقته في غيره أن يضاعف حرصه فيه .

**********

سؤال و جواب

السؤال :
هناك من يتحرز من السواك في رمضان خشية إفساد الصوم،
 هل هذا صحيح وما هو الوقت المفضل للسواك في رمضان ؟
الجواب

التحرز من السواك في نهار رمضان أو غيره من الأيام التي لا يكون الإنسان فيها صائماً
لا وجه له لأن السواك سنة فهو كما جاء في الحديث الصحيح مطهرة للفم مرضاة للرب ومشروع متأكد عند الوضوء،
وعند الصلاة، وعند القيام من النوم، وعند دخول المنزل أول ما يدخل، في الصيام،
 وفي غيره وليس مفسداً للصوم إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك
 دم من اللثة فإنك لا تبتلعه وإذا تحرزت في هذا فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفتي: محمد بن صالح العثيمين رَحمه الله





البخلاء والصوم

*****************

دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل
 وظهر عليه القلق والاضطراب ،
ووضع
في نفسه إن أكل الشاعر من طعامه فإنه سيهجوه ..
غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحاله
 ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول:

          تغير إذ دخلت عليه حتى .. .. فطنت .. فقلت في عرض المقال
          عليَّ اليوم نذر من صيام .. .. فاشرق وجهه مثل الهلال
ومن الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم البخلاء الصائمين قول الشاعر:          أتيت عمرًا سحرًا .. .. فقال: إني صائمٌ
           فقلت: إني قاعدٌ .. .. فقال: إني قائمٌ
          فقلت: آتيك غدًا .. .. فقال: صومي دائمٌ
ومن ذلك ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً:     
     رأيت الفضل مكتئبًا .. .. يناغي الخبز والسمكا
          فأسبل دمعة لما .. .. رآني قادمًا وبكى
          فلما أن حلفت له .. .. بأني صائم ضحكا

**************
الجمعة 5 رمضان 1432هـ
المثقف
مشاركة

0 تعليقات:

إرسال تعليق